Your address will show here +12 34 56 78

  • Text Hover
  • Text Hover
الطّريق إلى إصلاح العالم
إنّ حماية الأطفال من تأثير التّيّارات غير الأخلاقيّة في مجتمعنا الحاضر تُعتبر واحدة من أكبر التّحدّيات الّتي تواجه الوالدين. لذا فإنّ الاهتمام بتربية الأطفال منذ نعومة الأظفار لتنمية قدراتهم، وعاداتهم، ومواقفهم ومُعتقداتهم لهو أمر ضروريّ وبحاجة إلى مساهمة جماعيّة من الوالدين والمجتمع على حدٍّ سواء وذلك لتوفير البيئة المناسبة لإظهار مواهبهم المكنونة.

يتفضل حضرة بهاءالله بقوله “انظر إلى الإنسانِ بمثابةِ معدنٍ يحوي أحجارًا كريمةً تخرجُ بالتّربيةِ جواهرُهُ إلى عَرْصَةِ الشّهودِ وينتفعُ بها العالمُ الإنسانيُّ” يجب تطوير هذه “الجواهر” بوعي لأّنه حتّى وإن كان النُّبل، والخير والجمال من الخصائص الفطريّة لطبيعتنا، إلّا أنّه من الممكن أن يقع الإنسان ضحيّة نزعات تنزل من مقامه كأشرف المخلوقات.
التّربية الأخلاقيّة للأطفال ومرحلة الشباب
لا يتوق كلّ أب وأمّ ممّن يهمهم مستقبل أبنائهم لإيجاد الوسائل الّتي تساعد على تنمية قدرات أطفالهم الرّوحانية، فيغرسوا فيهم الأسس الّتي تقوم عليها الأخلاق ؟

من الأهمية أن نعلم إن هذه الوسائل تكمن في ثلاثة أنواع : تربية جسمانيّة، وتربية إنسانيّة، وتربية أخلاقية، فالتّربية الجسمانيّة هي لنشوء الجسم ونموّه وذلك يكون بتسهيل سُبُل المعيشة وتوفير أسباب الرّاحة والرّفاهية التي فيها يشترك الإنسان والحيوان، وأما التّربية الإنسانيّة فهي عبارة عن المدنيّة والتّرقّي والسّعادة، يعني السّياسة والنّظام والتّجارة والصّناعة والعلوم والفنون والاستكشافات العظيمة والاختراعات الجليلة التي بها يمتاز الإنسان عن الحيوان، وأمّا التّربية الأخلاقية فهي تربية ملكوتيّة وهي اكتساب كمالات إلهيّة، هي التّربية الحقيقيّة، إذ بها يكون الإنسان في هذا المقام مظهر (لنعملنّ إنسانًا على صورتنا ومثالنا) وهذا هو المقصد الأسمى للعالم الإنسانيّ.

“إنّ تعليم الأطفال وتربية النّاشئة والشباب من أعظم المناقب للإنسان، لأنّه أسّ أساس فضائل العالم الإنسانيّ، وعندما يتربّى الولد وهو في سنّ الطّفولة مثل غرسة على ضفّة ساقية العلم والإدراك، يشرب بعناية من بستانيّ الحديقة، ولا شكّ أنّه يأخذ نصيبه من أشعّة شمس الحقيقة ويتّسم بالطّراوة واللّطافة البالغة في بستان الوجود إثر حرارة الشّمس وأشعّتها، إذًا يجب على المعلّم أن يكون حكيمًا، وذلك يعني أن يربّي الأطفال ويعدّل أخلاقهم ويعلّمهم العلم والحكمة ويعوّدهم على الشّيم والخصال الرّبّانيّة فيكون للأخلاق طبيبًا كي يعالج أبناء البشر من الأمراض الرّوحانيّة.، فكلّ طفل يمكنه أن يغدو سببًا لإنارة العالم أو سببا لظلمته، لهذا يجب اعتبار مسألة التّربية أمرًا في غاية الأهمّيّة.

وبعد هذا كله وعندما يخرج الأطفال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب يزداد وعيهم ويظهر الحماسة والشوق لتسخير طاقاتهم للعمل على تحسين مجتمعاتهم، إن المحادثات الهادفة حول هذه المواضيع تشعل جذوة الاهتمام بكيفية توجيه قواهم المادّية والروحيّة في هذه المرحلة من حياتهم نحو تلبية احتياجات الآخرين لا سيّما الأجيال الأصغر سناً.
  • Text Hover
  • Text Hover
  • Text Hover
  • Text Hover
  • Text Hover
  • Text Hover
  • Text Hover
  • Text Hover
  • Text Hover