كانت الكويت منذ القدم وبحكم موقعها الفريد ملتقى للحضارات والثقافات والأديان المتنوّعة التي استقرّت في هذه الأرض الطّيبة. وقد كان البهائيون من ضمن هذا الطّيف من البشر الذين قدموا إلى الكويت وارتبطوا بها واتّخذوا منها موطنا لهم ولأجيالهم القادمة.
يرجع تاريخ دخول الدّين البهائي إلى الكويت إلى العام 1914 حين قدم إليها أحد البهائيين من مصر وعمل مدرّسا في إحدى المدارس الحكومية. ثم في الأربعينات من القرن الماضي ازداد عدد البهائيين والذين جاء أغلبهم من الدول المجاورة كالعراق وإيران واختاروا الاستقرار في الكويت، وشاركوا في تقدم هذا الوطن من خلال مساهماتهم في الهندسة والتّعليم والتّجارة. كان هدفهم بناء حضارة مزدهرة مادّيا وروحانيّا وشعارهم أنّه “لا يمكن إصلاح العالم إلا بالأعمال الطّيبة الطّاهرة و الأخلاق الرّاضية المرضيّة”. ومنذ ذلك الوقت ارتبط مصير البهائيين في الكويت بمصير هذه الأرض، فعشنا معا في السّراء والضّراء واتّحدنا في وجه الظّلم والتّعدي، وتكاتفنا من أجل البناء والنّمو.
والبهائيون اليوم وفي مختلف بقاع العالم، ينتمون إلى أجناس وأعراق وشعوب وقبائل وجنسيات متعدّدة. ويساهمون سويا مع الجميع في ازدهار ورفاه المجتمع، فيتفضّل حضرة بهاء الله: “قد خلقتم للوداد لا للضّغينة والعناد، ليس الفخر لحبّكم أنفسكم بل لحبّ أبناء جنسكم” ونحن في الكويت نسعى جنبا إلى جنب مع بقية الأفراد والمنظّمات والمجتمعات في خلق بيئة تفضي إلى الوحدة والتّعايش وتحفّز على العمل والتّعلم والتّشاور من أجل تحقيق السّلام والوحدة. بالإضافة إلى مساهمة “المكتب البهائي العالمي” في مكتب هيئة الأمم المتحدة في أمور تخص التّطور الاجتماعي والاقتصادي.