إيمانا منا بأن عملية تطور وازدهار البشرية هي عملية دائمة ومستمرة، وأن البشرية تمر في مرحلة مخاض آلام الولادة لوضع نظام يليق بمرحلة البلوغ الفكري والتكنولوجي الذي نعيش فيه مرحلة أصبح فيها البشر من كل الأطياف يتخالطون ويتعاشرون معا في كل بقعة منها ويتشاركون المصير بخيره وشره في هذا الكوكب البشري مرحلة جديدة تسوق فيها البشرية إلى وحدة عبر عنها حضرة بهاءالله بوحدة العالم الإنساني والتي ستبنى ملامحها بواسطة شعوب العالم. 

وبما أن هناك علاقة وطيدة بين الإطار المفاهيمي الذي يشكل الفكر الإنساني و بين النظم والقوانين والسياسات التي تشكل العلاقات الإنسانية ونظرا لما نمر به من مرحلة تاريخية حرجة اشتدت فيها الحروب والصراعات والتعصبات في المجمتع، لذا لا يسمح لنا ضميرنا بأقل من أن نساهم في حوار صادق مع أخوتنا في المجتمع لإعادة صياغة المفاهيم التي تشكل أفكارنا وترسم نوعية العلاقات التي نأمل أن تشكل حاضر ومستقبل مجتمعنا المحاط بالكثير من التحديات آملين أن تتسع دائرة المشاركين في هذا الحوار وأن يتطور الحوار في العمق والتحليل للمفاهيم المختلفة وتأثيرها علي علاقاتنا الإنسانية لتحقيق التعايش. حيث لا يمكن الاستمرار بالتقدم والازدهار دون الأمن والسلام وهما لن يتحققا إلا بقبول الوحدة في التنوع. وهذه الأوراق هي باقة مختارة عن بعض هذه الحوارات.