إن حضرة بهاءالله هو صاحب تلك الرؤية التي اعتبرت الانسانية شعبًا واحدًا والارض وطنًا مشتركًا لجميع البشر داعيا الكل الى التعايش والوحدة والاتحاد.  ان الوحدة التي دعا اليها بهاءالله لاتختصر على التسامح الديني وقبول الآخر والتعاون بين الشعوب فحسب، وانما تتطلب أيضا أن نرى أبناء جنسنا كأعضاء في عائلة انسانية واحدة. كما أمر اتباعه بنبذ كافة أنواع التعصّب موضّحًا أن الأديان جميعها تهدف الى إشاعة الألفة والمحبّة بين الناس.

من أهمِّ  المبادئ التي نادى بها حضرة بهاء الله الإيمان بالله الواحد الذي لا شريكَ له، والاعتراف بوحدةِ الرُّسل والأنبياء دون استثناء، ويؤكّد وحدةَ الجنس البشري، ويفرضَ على كلِّ مؤمنٍ التّخلي عن كلِّ لونٍ من ألوان التَّعصّب والخرافات، ويجزمَ بأنَّ هدفَ كلِّ دينٍ هو إشاعةُ الألفةِ والوئام، ويعتبرَ اتّفاقَ الدّينِ والعِلم أمرًا جوهريًّا وعاملاً من أهمِّ العوامل التي تمنح المجتمع البشري السّكينة والاطمئنان وتحمِلَه على التّقدم والعمران.  وأيضًا من المبادئ التي ينادي بها حضرة بهاء الله مبدأ المساواة في الحقوق بين البشر بما في ذلك المساواة بين الرجل والمرأة، فضلاً عن مبدأ التّعليم الإجباري وتوفير الإمكانات لخلقِ مَناخٍ اجتماعيٍّ سليم، وتقديسِ الكيانِ العائليّ باعتبار الأسرة أساسُ بناءِ المجتمعِ الإنسانيِّ الصّالح.  ويمنع حضرةُ بهاء الله أتباعَهُ من الاشتغالِ بالأمورِ السّياسيّة الحزبيّة ويشجّعهم على الولاءِ والصّدقِ والصّفاء في علاقاتِهِم مع حكوماتِهِم وعلى خدمة أوطانِهِم ورفعِ شأنِ مواطنيهم.